(وَمِنْ أَهْلِ
الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) : الآية : قال أكثر المفسّرين : نزلت هذه الآية في
اليهود كلّهم ، أخبر الله تعالى إنّ فيهم أمانة وخيانة. والقنطار عبارة عن المال
الكثير ، والدينار عبارة عن المال القليل.
فإن قيل : فأيّ
فائدة في هذه الأخبار وقد علمنا أنّ النّاس كلّهم لم يزالوا كذلك منهم الأمين
ومنهم الخائن.
قلنا : تحذير
من الله تعالى للمؤمنين أن يأتمونهم على أموالهم أو يغترّوا بهم لاستحلالهم أموال
المؤمنين.
وهذا كما روي
في الخبر : أتراعون عن ذكر الفاجر؟ اذكروه بما فيه كي يحذره النّاس.
وقال بعضهم :
الأمانة راجعة إلى من أسلم منهم ، والخيانة راجعة إلى من لم يسلم منهم.
وقال مقاتل : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ
بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) : عبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومائتي أوقية من
الذّهب فأدّاه إليه فمدحه الله.
(وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ
تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) : في مخاض بن عازورا وذلك أنّ رجلا من قريش استودعه
دينارا فخانه.
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 94